الخميس، 4 مارس 2010

مقال: إلى أستاذي الفاضل .. مع التحية

إلى أستاذي الفاضل .. مع التحية


تحياتي وسلامي المكلل بعبق البنفسج أبعثها إليك أستاذي الفاضل...
حينما أمسكت بالورقة والقلم لأخط لك تذكرتٌ مقولة : " من علمني حرفا صرتُ له عبدا" فقد حيرتني هذه الجملة عن ماهية الشيء الذي من الممكن أن أخاطبك به .. وبعد صراع نفسي شديد قررت البوح حتى وإن لم تكن من صلاحية "العبد" مخاطبة مرؤسه أو تنبيهه..
أستاذي العزيز:
دخلتٌ إلى احدى كليات العلوم التطبيقية وكلي أمل أن أكون مثالا للمواطن الصالح الذي يسعى لرفعة بلده والنهوض بها.. اجتزتٌ السنة التأسيسة بعد مشوار شاق مع اللغة الدخيلة، بعدها قررت تحديد مساري من بين 4 تخصصات تزخر بها كلياتنا، قررت فيها أن أبذل قصارى جهدي للحصول على معدلات مرتفعة، أثبتٌ فيها حبي لتخصصي وأساهم بنهضة بلدي الحبيبة عٌمان..
في أحد الفصول الدراسية والتي اخترتك فيها لتدريسي ولأنهل من نهرك الفياض، بنيتٌ عليه الآمال العظام كون أن أحدهم أخبرني أن تدريسك تدريس مثالي لا ينافسك فيه أحد ولا وجود لمدرس غيرك استطيع أن أجتاز هذه المادة على يديه وفي الحقيقة أنهم أغروني كثيرا فأنت الوحيد الذي وضعوك لتدريس هذه المادة!!
سيدي الفاضل:
منذ أول وهلة التقت فيها عيناي بوجهك البشوش ومع أول محاضرة لك والتي أغرقتنا فيها علما وسعة، تأكدتٌ أن اختياري كان صائبا وشرعت استمع إليك بكل شوق وحب، وبعد سلسلة من المحاضرات بدى يظهر لي وجه آخر لم أعهده سابقا فلا أدري سبب انقلاب البشاشة الصبوحة إلى غضب وانتقام .. ومهارة التدريس إلى فن إنفاذ الوقت إما في شرح مزيف أو خرافات وحكايات لا تنتهي، رغم يقيني بأنني وزملائي لم نفعل شيئا يستحق كل هذا،

أستاذي العزيز:
لم أعد استوعب ما يلفظه لسانك من تمتمات لا تنتهي، وأكاد أصاب بصداع عنيف كلما حضرتُ مرغما إلى محاضرتك حتى لا يصل غيابي للحد الذي يستوجب طردي، كما لم أعد أعلم على من ألقي باللائمة على قصر فهمي أو عليك أو على وزارتنا الموقرة التي جلبتك استنادا إلى شهادات دكتوراة وبرفسوراة॥ فقد أخبرتنا بعد أن قمنا بتقديم شكوى على سعادتك بأنك تمتلك من الشهادات ما لا يملكها غيرك، وانتقلت بين قارات العالم تطلب العلم، وتقديم الشكوى هو أكبر إجحاف في حقك لكنك نسيت سيدي الفاضل أن شهادات الدنيا لا تكفينا أناوزملائي ما لم مالم تتقن مهارة التدريس وإيصال المعلومة، ومن ثم تعاملنا كبشر!!
سيدي:
لا داعي لأن تنزعج من كلامي فقد عودتنا أن تصارحنا وتقص علينا كل ما يحدث في منزلك، وها أنا انتهج نفس النهج الذي علمتني إياه، كما أريد تبشيرك بأنني أتقنتُ فن (المجاملة) فهو أسلوب ناجع في مؤسساتنا التعليمية ..
هنيئا لي بك ..
أطيب تحياتي ..

كن كما تحب أن تكون
صَخَبْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق